السؤال: فضيلة الشيخ! هناك من الشباب من يقع في أعراض العلماء وطلبة العلم، ويرون أنهم على حق ويبدعون بعض العلماء، فما نصيحتكم لهم هداهم الله؟ الجواب: أرجو من الإخوة عندما يفهمون أن حق المسلم عليك أن تحفظ دمه وماله وعرضه، فمعنى ذلك أن كل من كان أكبر منك سناً فالحق أكبر، أو علماً فالحق أكبر، وهكذا، إلى أن نصل إلى الصحابة رضوان الله عليهم، فمن نالهم أو جرحهم أو طعن فيهم فهو منافق، فإن تعدى ذلك إلى شيء من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يصبح مرتداً لا إيمان له. فنحن نقول: نحن بحاجة إلى أن نتناصح، وكل منا في حاجة إلى أن ينظر إلى عيبه، لو أردت -مثلاً- أن أنظر إلى عيب العالم أو عيب الطالب مثلاً لوجدت ما أكتب وما أطيل الكتابة فيه، لكن إن نظرت إلى عيبي واشتغلت به لنفعني ذلك فيما بيني وبين ربي، وفيما بيني وبين الناس، ودعوا التأويلات. بعض الإخوة الذين يفعلون هذا غفر الله لهم وهداهم يأتون بالتأويلات، يقولون: غرضنا أن يقيموا الدين، لماذا لا ينصرون؟ لماذا لا يجاهدون؟ لماذا لا يفعلون كذا..؟ هذا تأويل، ما دام لم يفعل ما يرى هو أنه يجب أن يفعل، فهل عرضه حلال أو دمه أو ماله، نسأل الله العفو والعافية، وما قلت الآن: الدم والمال، لكن نقول: العرض، نقول: يا إخوتي الكرام! لا تترك آية صريحة ولا حديثاً صحيحاً صريحاً من أجل تأويل أو اجتهاد أنت رأيته أو أحد من الناس قاله لك، حتى لو كان في هذا العالم أو الداعية أو المربي أو المعلم أو الأب ما فيه من تقصير أو أخطاء، فإن ذلك لا يجعل عرضه مباحاً لك، فلنعف أنفسنا عن ذلك، وفقنا الله وإياكم جميعاً.